الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي للمباركفوري ***
أي ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب أحد العشرة المبشرة بالجنة يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في مرة بن كعب ومع أبي بكر الصديق في تيم بن مرة وقتل يوم الجمل سنة ست وثلاثين رمى بسهم جاء من طرق كثيرة أن مروان بن الحكم رماه فأصاب ركبته فلم يزل ينزف الدم منها حتى مات وكان يومئذ أول قتيل 3890- حَدّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأشَجّ، حدثنا يُونُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَن مُحمّدَ بنِ إِسْحَاقَ، عَن يَحيْـى بنِ عَبّادِ بن عَبْدِ اللّهِ بنِ الزّبَيْرِ، عَن أَبيهِ، عَن جَدّهِ عبْدِ اللّهِ بنِ الزّبَيْرِ، عَن الزّبَيْرِ قالَ: "كَانَ عَلَى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ دِرْعَانِ فَنَهَضَ إِلى صَخْرَةِ فَلَمْ يَسْتَطِعْ فأقْعَدَ تَحْتَهُ طَلْحَةَ، فَصَعِدَ النبيّ صلى الله عليه وسلم حَتّى اسْتَوَى عَلَى الصّخْرَةِ، فقالَ سَمِعْتُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: أَوْجَبَ طَلْحَةُ". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غَرِيبٌ. 3891- حَدّثَنَا قُتَيْبَةُ، حدثنا صَالحُ بنُ مُوسَى الطلحي من ولد طلحة بن عبيد الله، عَن الصّلْتِ بنِ دِينَارٍ، عَن أَبي نَضْرَةَ قالَ: قالَ جَابِرُ بنُ عبْدِ اللْهِ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: مَنْ سَرّهُ أَنْ يَنْظُرَ إلى شَهِيدٍ يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الأرْضِ فَلْيَنْظُرْ إلى طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللْهِ". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ غَرِيبٌ لا نعْرِفهُ إلاّ مِنْ حَدِيثِ الصّلْتِ بنِ دِينَارٍ. وَقَدْ تَكَلّمَ بَعْضُ أَهْلِ العِلمِ في الصّلْتِ بنِ دِينَارٍ وفي صَالحِ بنِ مُوسَى. من قبل حفظهما. 3892- حَدّثَنَا أبُو سَعيدٍ الأشَجّ حدثنا أبُو عبْدِ الرّحْمَنِ بنُ مَنْصُورٍ العَنَزَِ، عَن عُقْبَةَ بنِ عَلْقَمَةَ اليَشْكُرِيّ قالَ سَمِعْتُ عَلِيّ بنَ أبي طَالِبٍ يَقُولُ: "سَمِعَتْ أُذُنِي مِنْ فِي رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُو يَقولُ: طَلْحَةُ وَالزّبَيْرُ جَارَايَ في الْجَنّةِ". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ غَرِيبٌ لا نعْرِفهُ إلاّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. 3893- حَدّثَنَا عَبْدُ القُدّوسِ بنُ مُحمّدِ العَطّارُ البصري أخبرنا عَمْرُو بنُ عَاصِمٍ، عَن إسْحَاقَ بنِ يَحْيَى بنِ طَلْحَةَ، عَن عَمّهِ مُوسَى بنِ طَلْحَةَ قالَ: "دَخَلْتُ عَلَى مُعاوِيَةَ فَقالَ أَلاَ أُبَشّرُكَ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "طَلْحَةُ مِمّنْ قَضَى نَحْبَهُ". قال هَذا حديثٌ غَريبٌ لا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ إِلاّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. - قوله: (عن محمد بن إسحاق) هو صاحب المغازي. قوله: (كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد درعان الخ) تقدم هذا الحديث مع شرحه في باب ما جاء في الدرع من أبواب الجهاد. - قوله: (حدثنا صالح بن موسى) بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله التيمي الكوفي متروك من الثامنة (عن الصلت بن دينار) بفتح الصاد المهملة وسكون اللام وبالمثناة فوق هو الأزدي الهنائي البصري أبو شعيب المجنون مشهور بكنيته متروك ناصبي من السادسة (عن أبي نضرة) العبدي. قوله: (من سره) أي أحبه وأعجبه وأفرحه (فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله) هذا معدود من معجزاته صلى الله عليه وسلم فإنه استشهد في وقعة الجمل كما هو معروف، وقال القاري يحتمل أن يكون إيماء إلى حصول الشهادة في مآله الدالة على حسن خاتمته وكماله. قوله: (هذا حديث غريب) في سنده متروكان كما عرفت وأخرجه أيضاً ابن ماجه والحاكم. - قوله: (أخبرنا أبو عبد الرحمن بن منصور) اسمه النضر الباهلي وقيل غير ذلك في نسبه الكوفي ضعيف من التاسعة (عن عقبة بن علقمة اليشكري) بفتح التحتانية وسكون المعجمة وضم الكاف كنيته أبو الجنوب بفتح الجيم وضم النون آخره موحدة كوفي ضعيف من الثالثة. قوله: (من في رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي من فمه، وقوله أذني للمبالغة على طريق رأيت بعيني (طلحة والزبير جاراي في الجنة) فيه بشارة لهما رضي الله عنهما بالجنة مع زيادة فضل جواره صلى الله عليه وسلم. قوله: (هذا حديث غريب) في سنده ضعيفان كما عرفت وأخرجه أيضاً الحاكم وقال صحيح ورد عليه. - قوله: (حدثنا عمرو بن عاصم) هو الكلابي القيسي (طلحة ممن قضى نحبه) قال في النهاية النحب: النذر كأنه ألزم نفسه أن يصدق أعداء الله في الحرب فوفى به، وقيل النحب الموت كأنه يلزم نفسه أن يقاتل حتى يموت انتهى. وقال التوربشتي: النذر والنحب المدة والوقت. ومنه قضى فلان نحبه إذا مات وعلى المعنيين يحمل قوله سبحانه: {فمنهم من قضى نحبه} فعلى النذر أي نذره فيما عاهد الله عليه من الصدق في مواطن القتال والنصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الموت: أي مات في سبيل الله وذلك أنهم عاهدوا الله أن يبذلوا نفوسهم في سبيله فأخبر أن طلحة ممن وفى بنفسه أو ممن ذاق الموت في سبيله وإن كان حياً. قوله: (هذا حديث غريب) تقدم هذا الحديث في تفسير سورة الأحزاب.
3894- حَدّثَنَا أبو كريب مُحمّدُ بنُ العَلاَءِ، حدثنا يُونُسُ بنُ بُكَيْر، حدثنا طَلْحَةُ بنُ يَحْيَـى، عَن مُوسَى وَعِيسَى ابْنَيْ طَلْحَةَ، عن أبِيهِمَا طَلْحَةَ "أَنّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قالُوا لأَعْرَابيّ جَاهِلٍ: سَلْهُ عَمّنْ قَضَى نَحْبَهُ مَنْ هُوَ وكانُوا لا يَجْتَرِئُونَ هم عَلَى مَسْأَلَتِهِ يُوَقّرُونَهُ وَيَهَابُونَهُ: فَسَأَلَهُ الأَعْرَابيّ فأعْرَضَ عَنْهُ، ثُمّ سَأَلَهُ فأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمّ سَأَلَهُ فأَعْرَضَ عَنْهُ. ثُمّ إنّي اطّلَعْتُ مِنْ بَابِ المَسْجِدِ وَعَلَيّ ثِيَابٌ خُضْرٌ فَلَمّا رَآنِي النّبيّ صلى الله عليه وسلم قالَ: أَيْنَ السّائِلُ عَمّنْ قَضَى نحْبَهُ؟ قالَ الأَعْرَابِيّ أنَا يَا رَسُولَ اللّهِ، قالَ: هَذَا مِمّنْ قَضَى نَحْبَهُ". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لا نعْرِفهُ إلاّ مِنْ حَدِيثِ أَبي كُرَيْبٍ عَن يُونُسَ بنِ بُكَيْرٍ. وَقَدْ رواه غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ كِبَارِ أَهْلِ الْحدِيثِ عن أَبي كُرَيْبٍ هَذَا الْحَدِيثَ. وَسَمِعْتُ مُحمّدَ بنَ إِسمَاعِيلَ يُحَدّثُ بهَذَا عَن أَبي كُرَيْبٍ وَوَضَعَهُ في كِتَابِ الفَوائِدِ. - قوله: (قالوا لأعرابي جاهل) أي عن أحكام الشريعة (سله) أي سل النبي صلى الله عليه وسلم (وكانوا لا يجترئون) من الاجتراء وهو الإقدام على الأمر والجسارة عليه (يوقرونه) من التوقير أي يبجلونه (ويهابونه) أي يخافونه (ثم إني اطلعت من باب المسجد) أي أتيت منه فجاءة (قال) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم (هذا) أي طلحة (هذا حديث حسن غريب) تقدم هذا الحديث في تفسير سورة الأحزاب. قوله: (ووضعه في كتاب الفوائد) قال الحافظ في مقدمة الفتح في ذكر تصانيف الإمام البخاري ما لفظه: ومن تصانيفه كتاب الفوائد. ذكره الترمذي في أثناء كتاب المناقب من جامعه.
ابن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي أحد العشرة المبشرة بالجنة يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصي وأمه صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم وكان يكنى أبا عبد الله، وروى الحاكم بإسناد صحيح عن عروة قال: أسلم الزبير وهو ابن ثمان سنين، وكان قتل الزبير في شهر رجب سنة ست وثلاثين انصرف من وقعة الجمل تاركاً للقتال فقتله عمرو بن جرموز بضم الجيم والميم بينهما راء ساكنة وآخره زاي التميمي غيلة وجاء إلى علي متقرباً إليه بذلك فبشره بالنار 3895- حَدّثَنَا هَنّادٌ أخبرنا عَبْدَةُ عَن هِشَامِ بنِ عرْوَةَ عَن أبيهِ عَن عبْدِ اللّهِ بنِ الزّبَيْرِ عَن الزّبَيْرِ قالَ: "جَمَعَ لِي رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أبَوَيْهِ يَوْمَ قُرَيْظَةَ فقالَ: بأبِي وَأُمّي". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ. - قوله: (حدثنا عبدة) هو ابن سليمان الكلابي. قوله: (جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه) أي في التفدية (فقال بأبي وأمي) أي: فداك أبي وأمي. وفي هذه التفدية تعظيم لقدره واعتداد بعمله واعتبار بأمره وذلك لأن الإنسان لا يفدى إلا من يعظمه فيبذل نفسه أو أعز أهله له، وقد تقدم وجه الجمع بين هذا الحديث وحديث علي: ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم جمع أبويه لأحد غير سعد بن أبي وقاص. في باب ما جاء في فداك أبي وأمي من أبواب الاَداب. قوله: (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه الشيخان مطولاً.
3896- حَدّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مَنِيعٍ حدثنا مُعَاوِيَةُ بنُ عَمْروٍ حدثنا زَائِدَةُ عَن عَاصِمٍ عَن زِرّ عَن عَلِيّ بنِ أَبي طالبٍ رضي الله عنه قالَ قالَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنّ لِكُلّ نَبِيّ حَوَارِيّاً وَإِنّ حَوَارِيّ الزبَيْرُ بنُ العَوّامِ". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ. وَيُقَالُ الْحَوَارِيّ هو النّاصِرُ. سمعت ابن أبي عمر يقول: قال سفيان بن عيينة: الحواري هو الناصر. - قوله: (حدثنا معاوية بن عمرو) بن المهلب المعنى (حدثنا زائدة) بن قدامة (عن عاصم) بن أبي النجود (عن زر) بن حبيش. قوله: (إن لكل نبي حواريا) بتشديد الياء ويجوز تخفيفها أي ناصراً مخلصاً (وإن حواري الزبير بن العوام) أي خاصتي من أصحابي وناصري قاله في النهاية. قال النووي في شرح مسلم: قال القاضي اختلف في ضبطه فضبطه جماعة من المحققين بفتح الياء كمصرخي وضبطه أكثرهم بكسرها والحواري الناصر وقيل الخاصة انتهى. قوله: (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه الشيخان عن جابر ويأتي (ويقال الحواري الناصر) قال العيني الحواري بفتح الحاء والواو المخففة وبتشديد الياء وهو لفظ مفرد ومعناه الناصر انتهى.
3897- حَدّثَنَا محمُودُ بنُ غَيْلاَنَ حدثنا أَبُو دَاوُدَ الحفري وَ أَبُو نُعَيْمٍ عَن سُفْيَانَ عَن مُحمّدِ بنِ المُنْكَدِرِ عَن جَابِرٍ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إن لِكُلّ نَبِيّ حَوَارِيّا وَإن حَوَارِيّ الزّبَيْرُ بن العوام- وَزَادَ أبُو نَعِيمٍ فيهِ يَوْمَ الأحْزَابِ- قالَ مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ القَوْمِ؟ قالَ الزّبَيْرُ أَنَا، قالَهَا ثَلاَثاً قالَ الزّبَيْرُ أَنَا". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ. - قوله: (وأبو نعيم) اسمه الفضل بن دكين (عن سفيان) هو الثوري. قوله: (إن لكل نبي حواريا) أي خاصة من أصحابه وقيل الحواري الناصر ومنه الحواريون من أصحاب المسيح عليه الصلاة والسلام أي خلصاؤه وأنصاره وأصله من التحوير وهو التبييض، وقيل إنهم كانوا قصارين يحورون الثياب أي يبيضونها، ومنه الخبز الحواري الذي نخل مرة بعد مرة. وقال الأزهري: الحواريون خلصاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: الحواري الوزير وإذا أضيف الحواري إلى ياء المتكلم تحذف الياء وحينئذ ضبطه جماعة بفتح الياء وأكثرهم بكسرها، قالوا والقياس الكسر لكنهم حين استثقلوا الكسرة وثلاث ياءات حذفوا ياء المتكلم وأبدلوا من الكسرة فتحة، وقد قرئ في الشواد {إن ولي الله} بالفتح كذا في عمدة القاري (وحواري الزبير) فإن قلت الصحابة كلهم أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم خلصاء فما وجه التخصيص به؟ قلنا هذا قاله حين قال يوم الأحزاب: "من يأتيني بخبر القوم؟" قال الزبير: أنا. ثم قال: "من يأتيني بخبر القوم" فقال أنا وهكذا مرة ثالثة ولا شك أنه في ذلك الوقت نصر نصرة زائدة على غيره (وزاد أبو نعيم فيه) أي في حديثه (يوم الأحزاب) أي يوم الخندق (قال من يأتينا بخبر القوم الخ) وفي رواية وهب بن كيسان عن جابر عند النسائي: لما اشتد الأمر يوم بني قريظة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يأتينا بخبرهم" الحديث وفيه أن الزبير توجه إلى ذلك ثلاث مرات ومنه يظهر المراد بالقوم، ولفظ البخاري من طريق أبي نعيم عن سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من يأتيني بخبر القوم؟" يوم الأحزاب فقال الزبير أنا، ثم قال: "من يأتيني بخبر القوم؟" فقال الزبير أنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لكل نبي حوارياً وحواري الزبير". قوله: (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه.
3898- حَدّثَنَا قُتَيْبَةُ حدثنا حَمّادُ بنُ زَيْدٍ عَن صَخْرِ بنِ جُوَيْرِيّةَ عَن هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ قالَ: "أوْصَى الزّبَيْرُ إلى ابْنِهِ عَبْدِ اللّهِ صَبِيحَةَ الْجَمَلِ فقالَ: مَا مِنّي عُضوٌ إلاّ وَقَدْ جُرِحَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم حَتّى انْتَهَى ذَاكَ إلى فَرْجِهِ". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ حَمّادِ بنِ زَيْدٍ. - قوله: (عن صخر بن جويرية) هو أبو نافع مولى بني تميم أو بني هلال قال أحمد ثقة وقال القطان ذهب كتابه ثم وجده فتكلم فيه لذلك من السابعة. قوله: (صبيحة الجمل) أي صبيحة وقعة الجمل وهو يوم حرب بين علي وعائشة على باب البصرة وكانت راكبة جمل (ما مني عضو إلا وقد جرح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي في الغزوات معه (حتى انتهى ذلك) أي الجرح (إلى فرجه) أي إلى فرج الزبير وقائل حتى انتهى الخ هو عبد الله بن الزبير.
ابن عبد بن الحارث بن زهرة القرشي الزهري أحد العشرة المبشرة بالجنة وكان اسمه في الجاهلية عبد عمرو وقيل غير ذلك فسماه النبي صلى الله عليه وسلم حين أسلم عبد الرحمن أسلم قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعاً وشهد بدراً وأحداً، والمشاهد كلها، وثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه في غزوة تبوك ذهب للطهارة فجاء وعبد الرحمن قد صلى بهم ركعة فصلى خلفه وأتم الذي فاته وقال: ما قبض نبي حتى يصلي خلف رجل صالح من أمته. ومات سنة اثنتين وثلاثين ودفن بالبقيع وترك ثمانية عشر ذكراً وبنتاً واحدة 3899- حَدّثَنَا قُتَيْبَةُ حدثنا عبْدُ العَزِيزِ بنُ مُحمّدٍ، عَن عبْدِ الرّحْمَنِ بنِ حُمَيْدٍ، عَن أَبيهِ، عَن عبْدِ الرّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَبُو بَكْرٍ في الْجَنّةِ، وَعُمَرُ في الْجَنّةِ، وعُثْمَانَ في الْجَنّةِ، وَعَلِيّ في الْجَنّةِ، وطَلْحَةُ في الْجَنّةِ، وَالزّبَيْرُ في الجّنةِ، وعبْدُ الرّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ في الْجَنّةِ، وسَعْدُ بنُ أَبي وقّاصٍ في الْجَنّةِ، وَسَعِيدُ بنُ زَيْدٍ في الْجَنّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الْجَرّاحِ في الْجَنّةِ". 3900- حدثنا أبُو مُصْعَبٍ قِرَاءَةً، عَن عبْدِ العَزِيزِ بنِ محمّدٍ، عَن عبْدِ الرّحْمَنِ بنِ حُمَيدٍ، عَن أَبيهِ عَن سَعِيدِ بنِ زَيْدٍ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَن عبْدِ الرّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ. قال أبو عيسى: وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الحدِيثُ عَن عبْدِ الرّحْمَنِ بنِ حُمَيْدٍ عَن أَبيهِ عَن سَعيدِ بنِ زَيْدٍ عَن النّبيّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ هَذَا، وَهَذَا أَصَحّ مِنَ الْحَدِيثِ الأوّلِ. 3901- حَدّثَنَا صَالحُ بنُ مِسْمَارٍ المِرْوَزِيّ، حدثنا ابنُ أبي فُدَيْكٍ، عَن مُوسَى بنِ يَعْقُوبَ، عَن عُمرو بنِ سَعِيدٍ، عَن عبْدِ الرّحمَنِ بنِ حُمَيْدٍ عَن أبيهِ أَنّ سَعِيدَ بنَ زَيْدٍ حَدّثَهُ في نَفَرٍ أنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "عَشَرةٌ في الجنّةِ: أبُو بَكْرٍ في الجنّةِ، وَعُمَرُ في الجنّةِ، وَعلِيّ وَعُثْمَانُ وَالزّبَيْرُ وَطَلْحَة وَعبْدُ الرّحْمَنِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ وَسَعْدُ بنُ أبي وَقّاصٍ- قالَ فَعَدّ هَؤُلاَءِ التّسْعَةَ وَسَكَتَ عَنِ العَاشِرِ- فقال القَوْمُ نَنْشُدُكَ اللّهُ يا أَبَا الأعْوَر مَنِ العَاشِرُ؟ قالَ نَشَدْتُمُونِي باللّهِ أَبُو الأعْوَرِ في الجنّةِ". قال أبو عيسى: الأعور هُوَ سَعِيد بنُ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ، وَسَمِعْتُ مُحمّداً يقُولُ هو أصَحّ مِنَ الْحَدِيثِ الأوّلِ. - قوله: (حدثنا عبد العزيز بن محمد) هو الدراوردي (عن عبد الرحمن بن حميد) بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني ثقة من السادسة. قوله: (أبو بكر في الجنة الخ) قال المناوي تبشير العشرة لا ينافي مجيء تبشير غيرهم أيضاً في غير ما خبر لأن العدد لا ينفي الزائد، وقال القاري الظاهر أن هذا الترتيب هو المذكور على لسانه صلى الله عليه وسلم كما يشعر إليه ذكر اسم الراوي بين الأسماء وإلا كان مقتضى التواضع أن يذكره في آخرهم فينبغي أن يعتمد عليه في ترتيب البقية من العشرة انتهى. وحديث عبد الرحمن بن عوف هذا أخرجه أيضاً أحمد في مسنده. - قوله: (أخبرنا أبو مصعب) اسمه أحمد بن أبي بكر الزهري المدني (عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم) كذا وقع في بعض النسخ بذكر "عن سعيد بن زيد" وهو غلط وإلا يلزم التكرار بين قوله هذا وبين قوله الاَتي. وقد روى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، ووقع في بعض النسخ عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بحذف عن سعيد بن زيد وهو الصواب (وهذا أصح من الحديث الأول) أي حديث عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن سعيد بن زيد أصح من حديث عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف. - قوله: (حدثنا صالح بن مسمار) السلمي أبو الفضل ويقال أبو العباس المروزي الكشميهني صدوق من صغار العاشرة (عن موسى بن يعقوب) الزمعي (عن عمر بن سعيد) بن أبي حسين الكوفي المكي ثقة من السادسة. قوله: (حدثه في نفر) حال أي حدثه حال كونه في نفر (عشرة في الجنة أبو بكر في الجنة الخ) قد وقع في هذا الحديث ذكر العشرة وبشارتهم ولعل هذا هو السبب في شهرتهم بهذه البشارة وإن لم تكن مخصوصة بهم (ننشدك الله) أي نسألك بالله ونقسم عليك (يا أبا الأعور) هو كنيته سعيد بن زيد (قال) أي أبو عيسى (هو) أي أبو الأعور. وحديث سعيد بن زيد هذا أخرجه أيضاً أحمد من طرق وابن ماجه والدارقطني والضياء.
3902- حَدّثَنَا قُتَيْبَةُ حدثنا بَكْرُ بنُ مُضَرَ عَن صَخْرِ بنِ عبْدِ اللّهِ عَن أَبي سَلَمَةَ عَن عَائِشَةَ أنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يقولُ: "إنّ أَمْرَكُنّ لَمِمّا يُهِمّنِي بَعْدِي، ولَنْ يَصْبِرَ عَلَيْكُنّ إِلاّ الصّابِرُونَ قالَ ثُمّ تَقُولُ عَائِشَةُ: فَسَقَى اللّهُ أَبَاكَ مِنْ سَلْسَبِيلِ الجنّةِ- تُرِيدُ عبْدَ الرّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ- وَقَدْ كانَ وَصَلَ أَزْوَاجَ النبيّ صلى الله عليه وسلم بِمَالٍ بِيعَتْ بأَرْبَعِينَ أَلْفاً". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غَرِيبٌ. 3903- حَدّثَنَا أحمد بن عثمان البصري و إِسحَاقُ بنُ إبْرَاهِيمَ بنِ حَبِيبِ بنِ الشّهِيدِ البَصْرِيّ و أحمد بن عثمان قالا حدثنا قيس بنُ أنَسٍ عَن مُحمّد بنِ عَمْروٍ عَن أبي سَلَمَة أنّ عبْدَ الرّحمَنِ بنَ عَوْفٍ أَوْصَى بِحَدِيقَةٍ لاِمّهَاتِ المُؤْمِنِينَ بِيعَتْ بِأرْبَعمِائَةِ ألْفٍ". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. - قوله: (حدثنا بكر بن مضر) المصري (عن صخر بن عبد الله) بن حرملة المدلجي حجازي مقبول غلط ابن الجوزي فنقل عن ابن عدي أنه اتهمه وإنما المتهم صخر بن عبد الله الحاجبي (عن أبي سلمة) هو ابن عبد الرحمن. قوله: (إن أمركن) أي شأنكن (لمما) اللام للتأكيد وما موصولة (يهمني) بضم الياء وكسر الهاء أو بفتح الياء وضم الهاء أي يوقعني في الهم قال في القاموس همه الأمر هما حزنه كأهمه (بعدي) أي بعد وفاتي حيث لم يترك لهن ميراثاً وهن قد آثرن الحياة الاَخرة على الدنيا حين خيرن (ولن يصبر عليكن) أي على بلاء مؤنتكن (إلا الصابرون) أي على مخالفة النفس من اختيار القلة وإعطاء الزيادة (قال) أي أبو سلمة (فسقى الله أباك) أي عبد الرحمن بن عوف (من سلسبيل الجنة) قال في القاموس: السلسبيل اللبن الذي لا خشونة فيه والخمر وعين في الجنة انتهى. قال الله تعالى {ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً عيناً فيها تسمى سلسبيلاً} (تريد عبد الرحمن بن عوف) أي تريد عائشة بقولها أباك عبد الرحمن بن عوف (وقد كان وصل) من الصلة أي عبد الرحمن بن عوف (أزواج النبي صلى الله عليه وسلم) مفعول لقوله وصل (بمال بيعت بأربعين ألفاً) وفي المشكاة: وكان ابن عوف تصدق على أمهات المؤمنين بحديقة بيعت بأربعين ألفاً. وروى أحمد في مسنده عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأزواجه: "إن الذي يحثو عليكن بعدي هو الصادق البار اللهم اسق عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة". - قوله: (وأحمد بن عثمان) الملقب بأبي الجوزاء (أخبرنا قريش بن أنس) الأنصاري ويقال الأموي أبو أنس البصري صدوق تغير بآخره قد رست سنين من التاسعة (عن محمد بن عمرو) بن علقم قوله: (بيعت بأربعمائة ألف) هذا مخالف للرواية المتقدمة فقيل إن المراد في هذه الرواية الدرهم وفي الرواية المتقدمة الدينار.
ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في كلاب بن مرة مات بالعقيق سنة خمس وخمسين وقيل بعد ذلك إلى ثمانية وخمسين وعاش نحواً من ثمانين سنة وهو أحد العشرة المبشرة بالجنة وهو آخرهم وفاة 3904- حَدّثَنَا رَجَاءُ بنُ مُحمّدٍ العدوي بصري حدثنا جَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ، عَن إسمَاعِيلَ بنِ أبي خَالِدٍ عَن قَيْسِ بن أبي حازم عَن سَعْدٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "اللّهُمّ اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ إذَا دَعَاكَ". قال أبو عيسى: وَقَدْ رُوِي هَذَا الْحَدِيثُ عَن إسمَاعِيلَ عَن قَيْس أَنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "اللّهُمّ اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ إذَا دَعَاكَ". وَهَذَا أَصَحّ. - قوله: (عن قيس) هو ابن أبي حازم (اللهم استجب) أي الدعاء (لسعد) بن أبي وقاص (إذا دعاك) أي كلما دعاك، وكان سعد بن أبي وقاص معروفاً بإجابة الدعوة، روى الطبراني من طريق الشعبي قال قيل لسعد: متى أصبت الدعوة قال يوم بدر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم استجب لسعد"، وحديث سعد هذا أخرجه أيضاً ابن حبان والحاكم.
3905- حَدّثَنَا أبُو كُرَيْبٍ و أَبُو سَعِيدٍ الأشَجّ قَالاَ: حدثنا أبُو أُسَامَةَ عَن مُجَالِدٍ، عَن عَامِرٍ الشعبي عَن جَابِرِ بنِ عبْدِ اللّهِ قالَ: "أقْبَلَ سَعْدٌ فقالَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم هَذَا خَالِي فَلْيُرِنِي امْرُءٌ خَالَهُ". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لا نعْرِفهُ إلاّ مِنْ حَدِيثِ مُجَالِدٍ، وَكَانَ سَعْدٌ أبي وقاص مِنْ بَنِي زُهْرَةَ وَكَانتْ أُمّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، لِذَلِكَ قالَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم "هَذَا خَالِي". - قوله: (أخبرنا أبو أسامة) اسمه حماد بن أسامة (عن مجالد) بن سعيد (عن عامر) الشعبي. قوله: (هذا خالي) أي من قوم أمي (فليرني) بضم ياء وكسر راء من الإراءة (امرؤ) أي شخص (خاله) أي ليظهر أن ليس لأحد خال مثل خالي (وكان سعد من بني زهرة) بضم الزاي حي من قريش (وكانت أم النبي صلى الله عليه وسلم) أي آمنة (لذلك) أي لأجل أن سعداً كان من بني زهرة وكانت أم النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً منهم (قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا خالي) قال البخاري في مناقب سعد بن أبي وقاص وبنو زهرة أخوال النبي صلى الله عليه وسلم. قال الحافظ في الفتح لأن أمه آمنة منهم وأقارب الأم أخوال
3906- حَدّثَنَا الْحَسَنُ بنُ الصّبّاحِ البَزّارُ حدثنا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَة عَن عَلِيّ بنِ زَيْدٍ وَ يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ سَمِعَا سَعِيدَ بنَ المُسَيّبِ يَقُولُ: قالَ عَلِيّ: "مَا جَمَعَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أبَاهُ وَأُمّهُ لأِحَدٍ إلاّ لِسَعْدٍ، قالَ لَهُ يَوْمَ أُحُدٍ: ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمّي، وقال لم ارْمِ أيّهَا الغُلاَمُ الْحَزَوّرُ". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيح. وفي الباب عن سعد وَقَدْ رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَن يَحْيـى بنِ سَعِيدٍ عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ عَن سَعْدٍ. 3907- حَدّثَنَا قُتَيْبَةُ حدثنا اللّيْثُ بنُ سَعْدٍ و عبْدُ العَزِيزِ بنُ مُحمّدٍ عَن يَحْيى بنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ عَن سَعْدِ بنِ أَبي وَقّاصٍ قالَ: "جَمَعَ لِي رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حسن صحيحٌ. وقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عبْد اللّهِ بنِ شَدّادِ بنِ الْهَادِ عَن عَلِيَ بن أبي طالب عَن النّبّي صلى الله عليه وسلم. 3908- حَدّثَنَا بِذَلِكَ محمُودُ بنُ غَيْلاَنَ، حدثنا وَكِيع، حدثنا سُفْيَانُ، عَن سَعْدِ بنِ إبْرَاهِيمَ، عَن عبْد اللّهِ بنِ شَدّادٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبي طالبٍ قال: "مَا سَمِعْتُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم يَفْدِي أَحَداً بَأَبَوَيْهِ إلاّ لِسَعْدٍ فإِنّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ أُحُدٍ: ارْمِ سَعْدٌ فِدَاكَ أَبِي وَأُمّي". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ. - قوله: (عن علي بن زيد) هو ابن جدعان (ويحيى بن سعيد) الأنصاري. قوله: (قال علي ما جمع الخ) تقدم هذا الحديث وحديث سعد الاَتي في باب ما جاء في فداك أبي وأمي من أبواب الاَداب. قوله: (وفي الباب عن سعد) أخرجه الترمذي بعد هذا. - قوله: (عن سعد بن إبراهيم) بن عبد الرحمن بن عوف الزهري (عن عبد الله بن شداد" بن الهاد الليثي. قوله: (أرم سعد فداك أبي وأمي) فيه جواز التفدية بالأبوين وبه قال جماهير العلماء وكرهه عمر بن الخطاب والحسن البصري وكرهه بعضهم في التفدية بالمسلم من أبويه. والصحيح الجواز مطلقاً لأنه ليس فيه حقيقة فداء وإنما هو كلام وإلطاف وإعلام لمحبته له ومنزلته، وقد وردت الأحاديث بالتفدية مطلقاً قاله النووي. قوله: (هذا حديث صحيح) وأخرجه الشيخان.
3909- حَدّثَنَا قُتَيْبَةُ، حدثنا اللّيْثُ، عَن يَحْيـى بنِ سَعِيدٍ، عَن عبْدِ اللّهِ بنِ عَامِرِ بنِ رَبِيعَةَ أَنّ عَائِشَةَ قالتْ: "سَهِرَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم مَقْدَمَهُ المَدِينَةَ لَيْلَةً فقالَ لَيْتَ رَجُلاً صَالحاً يَحْرُسُنِي اللّيْلَة، قالَتْ فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْنَا خَشْخَشَةَ السّلاَحِ فقالَ مَنْ هَذَا؟ فقالَ سَعْدُ بنُ أَبي وَقّاصٍ، فقالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم مَا جاءَ بِكَ؟ فقالَ سَعْدٌ: وَقَعَ في نَفْسِي خَوْفٌ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَجِئْتُ أَحْرُسُهُ. فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمّ نَامَ". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ. - قوله: (أخبرنا الليث) هو ابن سعد (عن يحيى بن سعيد) الأنصاري. قوله: (سهر) كفرح أي لم ينم (مقدمة المدينة ليلة) قال الطيبي قوله مقدمه مصدر ميمي ليس بظرف لعمله في المدينة ونصبه على الظرفية على تقدير مضاف وهو الوقت أو الزمان وليلة بدل البعض المقدر من أي سهر ليلة من الليالي وقت قدومه المدينة من بعض الغزوات (يحرسني) بضم الراء أي يحفظني بقية الليلة لأنام مستريح الخاطر مطمئن القلب (خشخشة السلاح) بكسر السين المهملة أي صوت صدم بعضه بعضاً (فقال) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم (فقال سعد بن أبي وقاص) أي أنا سعد بن أبي وقاص (ثم نام) زاد البخاري في رواية: حتى سمعنا غطيطه، وفي الحديث الأخذ بالحذر والاحتراس من العدو، وأن على الناس أن يحرسوا سلطانهم خشية القتل، وفيه الثناء على من تبرع بالخير وتسميته صالحاً، وإنما عانى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك مع قوة توكله للاستنان به في ذلك، وقد ظاهر بين درعين مع أنهم كانوا إذا اشتد البأس كان أمام الكل، وأيضاً فالتوكل لا ينافي تعاطي الأسباب لأن التوكل عمل القلب وهي عمل البدن، وقد قال إبراهيم عليه السلام {ولكن ليطمئن قلبي} قاله الحافظ. قوله: (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه الشيخان.
العدوي أحد العشرة. قال ابن عبد البر كان إسلامه قديماً قبل عمر وبسبب زوجته كان إسلام عمر وهاجر هو وامرأته فاطمة بنت الخطاب وتوفي بالعقيق فحمل إلى المدينة فدفن بها سنة خمسين أو إحدى وخمسين وكان يوم مات ابن بضع وسبعين سنة 3910- حَدّثَنَا أحْمَدُ بنُ مَنِيعٍ، حدثنا هُشَيْمٌ، حدثنا حُصَيْنٌ، عَن هِلاَلِ بنِ يَسَافٍ، عَن عبْدِ اللّهِ بنِ ظَالِمٍ المَازِنِيّ، عَن سَعِيدِ بنِ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ أَنّهُ قالَ: "أَشْهَدُ عَلَى التّسْعَةِ أنّهُمْ في الجنّةِ وَلَوْ شَهِدْتُ عَلَى العَاشِرِ لَمْ آثَمْ. قِيلَ وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قالَ كُنّا مَعَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم بِحِرَاءَ فقالَ اثْبُتْ حِرَاءُ فإِنّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إلاّ نَبِيّ أوْ صدّيقٌ أوْ شَهِيدٌ، قِيلَ وَمَنْ هُمْ؟ قالَ: رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعلِيّ وَطَلْحَةُ والزّبَيْرُ وَسعْدٌ وَعبْدُ الرّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ، قِيلَ فَمَنِ العَاشِرُ قالَ أَنَا". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ. وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَن سَعِيدِ بنِ زَيْدٍ عَن النّبيّ صلى الله عليه وسلم. 3911- حَدّثَنَا أحْمَدُ بنُ مَنِيعٍ، حدثنا الحَجّاجُ بنُ محمّدٍ، حدثني شُعْبَةُ، عَن الْحُرّ بنِ الصّبّاحِ، عَن عبْدِ الرّحْمَنِ بنِ الأخْنَسِ، عَن سَعِيدِ بنِ زَيْدٍ عَن النّبيّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ بِمَعْناهُ. قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ. - قوله: (حدثنا هشيم) هو ابن بشير بن القاسم (حدثنا حصين) بن عبد الرحمن السلمي (عن عبد الله بن ظالم المازني) التميمي صدوق لينه البخاري من الثالثة. قوله: (لم آثم) بفتح المثلثة أي لم أقع في الإثم (بحراء) ككتاب وكعلي عن عياض ويؤنث ويمنع جبل بمكة فيه غار تحنث فيه النبي صلى الله عليه وسلم (اثبت حراء) أي يا حراء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي قال سعيد بن زيد أحدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (وسعد) أي ابن أبي وقاص رضي الله عنه. قوله: (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه، وأخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة في مناقب عثمان، وأخرجه مسلم والنسائي أيضاً من حديثه. - قوله: (حدثنا الحجاج بن محمد) المصيصي الأعور (عن الحر) بضم الحاء المهملة وتشديد الراء (بن الصباح) بصاد مهملة ثم تحتانية وآخره مهملة النخعي الكوفي ثقة من الثالثة (عن عبد الرحمن بن الأخنس) الكوفي مستور من الثالثة قاله في التقريب، وقال في تهذيب التهذيب ذكره ابن حبان في الثقات. قوله: (هذا حديث حسن) وأخرجه أحمد وأبو داود والنسائي.
ابن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحرث بن فهر يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في فهر بن مالك أسلم مع عثمان بن مظعون وهو أحد العشرة مات وهو أمير على الشام من قبل عمر بالطاعون سنة ثمان عشرة باتفاق 3912- حَدّثَنَا مَحْمُودُ بنُ غَيْلاَنَ حدثنا وَكيعٌ حدثنا سُفْيَانُ، عَن أبي إسْحَاقَ، عَن صِلَةَ بنِ زُفَرَ عَن حُذَيْفَةَ بنِ اليَمَانِ قالَ: "جَاء العَاقِبُ والسّيّدُ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقالاَ ابْعَثْ مَعَنَا أمِينَكَ، قالَ: فإِنّي سَأبْعثُ مَعَكُمْ أمِيناً حَقّ أمِينٍ، فأَشْرَفَ لَهَا النّاسُ فَبعثَ أبَا عُبَيْدَةَ". قالَ وكَانَ أَبُو إسْحَاقَ إِذَا حَدّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَن صِلَةَ قالَ سَمِعْتُهُ مُنذ سِتّينَ سَنَةً. هَذَا حَدِيث حَسنٌ صحيح. وَقَدْ رُوِيَ عَن ابنِ عُمَرَ وأَنَس عَن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّهُ قالَ: "لِكُلّ أُمّةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الأمّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الْجَرّاحِ". 3913- حَدّثَنَا مُحمّدُ بنُ بَشّار، أخبرنا سَلْمُ بنُ قُتَيْبَةَ وأبُو دَاوُدَ، عَن شُعْبَةَ، عَن أبي إسْحَاقَ قالَ: قالَ حُذَيْفَةُ: "قَلْبُ صِلَةَ بنِ زُفَرَ مِنْ ذَهَبٍ". 3914- حَدّثَنَا أحْمَدُ الدّوْرَقِيّ، حدثنا إسمَاعِيلُ بنُ إِبْرَاهيم، عَن الْجُرَيْرِيّ، عَن عبْدِ اللّهِ بنِ شَقِيقٍ قالَ: "قُلْتُ لِعَائِشَةَ أيّ أَصْحَابِ النبيّ صلى الله عليه وسلم كانَ أحَبّ إلَيْهِ؟ قالَتْ: أَبُو بَكْرٍ، قلت: ثُمّ مَنْ؟ قَالَتْ: ثُمّ عُمَرُ، قلت: ثُمّ مَنْ؟ قالَتْ: ثُمّ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الْجَرّاحِ، قلت: ثُمّ مَنْ؟ فَسَكَتتْ". 3915- حَدّثَنَا قُتَيْبَةُ، أخبرنا عبْدُ العَزِيزِ بن مُحمّدٍ، عَن سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالحٍ، عن أبِيهِ، عن أبي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ الرّجُلُ أبُو بَكْرٍ، نِعْمَ الرّجُلُ عُمَرُ، نِعْمَ الرّجُلُ أَبُو عبيْدَةَ بنُ الْجَرّاحِ". هَذا حديثٌ حَسَنٌ إِنّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ سُهَيْل). قوله: (عن أبي إسحاق) هو السبيعي (عن صلة بن زفر) العبسي الكوفي قوله: (جاء العاقب والسيد) وفي رواية البخاري: جاء العاقب والسيد صاحباً نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان أن يلاعناه. قال فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل فوالله لئن كان نبياً فلاعناه لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا، قالها إنا نعطيك ما سألتنا وابعث معنا رجلاً أميناً. قال الحافظ أما السيد فكان اسمه الأيهم بتحتانية ساكنة. ويقال شرحبيل وكان صاحب رحالهم ومجتمعهم ورئيسهم في ذلك، وأما العاقب فاسمه عبد المسيح وكان صاحب مشورتهم وكان معهم أيضاً أبو الحرث بن علقمة، وكان أسقفهم وحبرهم وصاحب مدراسهم. قال ابن سعد دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام وتلا عليهم القرآن فامتنعوا، فقال إن أنكرتم ما أقول فهلم أباهلكم فانصرفوا على ذلك (ابعث معنا أمينك) أي ارسل معنا أمينك والأمين الثقة المرضي (أميناً حق أمين) أي أميناً مستحقاً لأن يقال له أمين (فأشرف لها الناس) وفي رواية للبخاري: فاستشرف لها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الحافظ أي تطلعوا للولاية ورغبوا فيها حرصاً على تحصيل الصفة المذكورة وهي الأمانة لا على الولاية من حيث هي. قوله: (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه الشيخان. قوله: (وقد روي عن ابن عمر وأنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لكل أمة أمين) أما رواية ابن عمر فلينظر من أخرجها، وأما رواية أنس فأخرجها الشيخان (وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح) قال الحافظ صفة الأمانة وإن كانت مشتركة بينه وبين غيره لكن السياق يشعر بأن له مزيداً في ذلك لكن خص النبي صلى الله عليه وسلم كل واحد من الكبار بفضيلة ووصفه بها فأشعر بقدر زائد فيها على غيره كالحياء لعثمان والقضاء لعلي ونحو ذلك. - قوله: (قال حذيفة قلب صلة بن زفر من ذهب) القلب بفتح القاف وسكون اللام وبالموحدة معروف وهو عضو صنوبري الشكل في الجانب الأيسر من الصدر وهو أهم أعضاء الحركة الدموية يعني أن قلبه منور كالذهب، وروى ابن أبي حاتم أيضاً قول حذيفة هكذا. قال الحافظ في تهذيب التهذيب: روى ابن أبي حاتم من طريق شعبة عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة قال: قلب صلة بن زفر من ذهب يعني أنه منور كالذهب انتهى. واعلم أنه وقع في بعض النسخ قلت صلة بن زفر بالقاف واللام والمثناة الفوقية وهو غلط. - قوله: (قلت لعائشة أي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان أحب إليه الخ) تقدم هذا الحديث مع شرحه في مناقب أبي بكر. - قوله: (أخبرنا عبد العزيز بن محمد) هو الدراوردي قوله: (نعم الرجل أبو بكر الخ) يأتي هذا الحديث مطولاً في مناقب معاذ بن جبل ويأتي هناك شرحه. قوله: (هذا حديث حسن) وأخرجه النسائي. اعلم أنه لم يقع في بعض النسخ قوله مناقب أبي عبيدة إلى قوله إنما نعرفه من حديث سهيل.
وكان أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين أو بثلاث وكان إسلامه على المشهور قبل فتح مكة وقيل قبل ذلك ومات في خلافة عثمان سنة اثنتين وثلاثين وله بضع وثمانون سنة 3916- حَدّثَنَا قُتَيْبَةُ أخبرنا أبُو عَوَانَةَ عَن يزِيدَ بنِ أبي زِيَادٍ عَن عبْد اللّهِ بنِ الحَارِثِ قالَ حدثني عبْدُ المُطّلِبِ بنُ رَبِيعَةَ بنِ الْحَارِثِ بنِ عبْدِ المُطّلِبِ "أَنّ العَبّاسَ بنَ عبْدِ المُطّلِبِ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم مُغْضَبَاً وَأَنَا عِنْدَهُ فقالَ: ما أغْضَبَكَ؟ قالَ يا رَسُولَ اللّهِ مَا لَنا وَلِقُرَيْشٍ إِذَا تَلاَقَوْا بَيْنَهُمْ تَلاَقُوا بِوُجُوهٍ مُبْشِرَةٍ؟ وَإِذَا لَقُونَا لَقُونَا بِغَيْرِ ذَلِكَ. قالَ فَغَضِبَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم حَتّى احْمَرّ وَجْهُهُ ثُمّ قالَ: وَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الإِيمَانُ حَتّى يُحِبّكُمْ لِلّهِ وَلِرَسُولِهِ، ثُمّ قالَ: يا أيّهَا النّاسُ مَنْ آذَى عَمّي فَقَدْ آذَانِي فإِنّمَا عَمّ الرّجُلِ صِنْوُ أَبيهِ". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ. - قوله: (عن يزيد بن أبي زياد) القرشي الهاشمي (عن عبد الله بن الحارث) بن نوفل الهاشمي (حدثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب) بن هاشم الهاشمي صحابي سكن الشام ومات سنة اثنتين وستين يقال اسمه المطلب. قوله: (مغضباً) بصيغة اسم المفعول (ما أغضبك) أي أي شيء جعلك غضبان (ما لنا) أي معشر بني هاشم (ولقريش) أي بقيتهم (بوجوه مبشرة) بصيغة اسم المفعول من الإبشار. قال الطيبي كذا في جامع الترمذي وفي جامع الأصول مسفرة يعني على أنه اسم فاعل من الإسفار بمعنى مضيئة قال التوربشتي هو بضم الميم وسكون الباء وفتح الشين يريد بوجوه عليها البشر من قولهم فلان مردم مبشر إذا كانت له أدمة وبشرة محمودتين انتهى. والمعنى تلاقي بعضهم بعضاً بوجوه ذات بشر وبسط (وإذا لقونا) بضم القاف (لقونا بغير ذلك) أي بوجوه ذات قبض وعبوس وكان وجهه أنهم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله (حتى احمر وجهه) أي اشتد حمرته من كثرة غضبه (لا يدخل قلب رجل الإيمان) أي مطلقاً وأريد به الوعيد الشديد أو الإيمان الكامل فالمراد به تحصيله على الوجه الأكيد (حتى يحبكم لله ولرسوله) أي من حيث أظهر رسوله والله أعلم حيث يجعل رسالته، وقد كان يتفوه أبو جهل حيث يقول: إذا كان بنو هاشم أخذوا الراية والسقاية والنبوة والرسالة فما بقي لبقية قريش (من آذى عمي) أي خصوصاً (فقد آذاني) أي فكأنه آذاني (فإنما عم الرجل صنو أبيه) بكسر الصاد وسكون النون أي مثله وأصله أن يطلع نخلتان أو ثلاث من أصل عرق واحد فكل واحدة منهن صنو يعني ما عم الرجل وأبوه إلا كصنوين من أصل واحد فهو مثل أبي أو مثلي. قوله: (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه أحمد.
3917- حَدّثَنَا القَاسِمُ بنُ دِينَارٍ الكُوفِيّ قال: حَدّثَنَا عُبَيْدُ اللّهِ، عَن إسْرَائِيلَ، عَن عبْدِ الأعْلَى، عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَن ابنِ عَبّاسٍ قالَ: قال رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "العَبّاسُ مِنّي وَأَنَا مِنْهُ". قالَ: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غَرِيبٌ، لا نَعْرِفُهُ إلاّ مِنْ حَدِيثِ إِسْرَائِيلَ. - قوله: (حدثنا عبيد الله) هو ابن موسى العبسي الكوفي (عن إسرائيل) بن يونس (عن عبد الأعلى) بن عامر الثعلبي الكوفي. قوله: (العباس مني وأنا منه) قال في المرقاة: أي من أقاربي أو من أهل بيتي أو متصل بي انتهى. وقال في اللمعات رسول الله صلى الله عليه وسلم أصل باعتبار الشرف والفضل والنبوة والعباس أصل من جهة النسب والعمومة قوله: (هذا حديث حسن صحيح غريب) أخرجه الحاكم. وهذا الباب مع حديثه لم يقع في بعض النسخ.
3918- حَدّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيمَ الدّوْرَقِيّ، حدثنا وَهْبُ بنُ جَرِيرٍ، حدثنا أبِي قالَ: سَمِعْتُ الأعْمَشَ يُحَدّثُ عَن عَمْرِو بنِ مُرّةَ، عَن أبي البَخْترِيّ، عَن عَلِيّ: "أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قالَ لِعُمَرَ في العَبّاسِ: إنّ عَمّ الرّجُل صِنو أَبيهِ" وكانَ عُمَرُ تكلم في صَدَقَتِه. قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ. - قوله: (حدثنا شبابة) هو ابن سوار المدائني (حدثنا ورقاء) بن عمر اليشكري. قوله: (وإن عم الرجل صنو أبيه) أي مثله يعني أصلهما واحد فتعظيمه كتعظيمه وإيذاؤه كإيذائه. قوله: (هذا حديث حسن غريب) وأخرجه الطبراني عن ابن عباس.
3919- حَدّثَنَا أحْمَدُ بنُ إبْرَاهِيمَ الدّوْرَقِيّ حدثنا شَبَابَةُ حدثنا وَرْقَاءُ عَنْ أبي الزّنَادِ عَن الأعْرَجِ عَن أَبي هُرَيْرَةَ أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "العَبّاسُ عَمّ رَسُولِ اللّهِ، وَإِنّ عَمّ الرّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ أَوْ مِنْ صِنْوِ أبيهِ". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غَرِيبٌ لا نعْرِفهُ مِنْ حَدِيثِ أَبي الزّنادِ إِلاّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. 3920- حَدّثَنَا إبْرَاهِيمُ بنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُ حدثنا عبْدُ الْوَهّابِ بنُ عَطَاءٍ، عَن ثَوْرِ بنِ يَزِيَدَ عَن مَكْحُولٍ، عَن كُرَيْبٍ، عَن ابنِ عبّاسٍ قالَ: "قالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم لِلْعَبّاسِ: إذَا كانَ غَدَاةَ الاثْنَيْنِ فَأْتِنِي أَنْتَ وَوَلَدُكَ حَتّى أَدْعُو لَكَ بِدَعْوَةٍ يَنْفَعُكَ اللّهُ بِهَا وَوَلَدَكَ، فَغَدَا وَغَدَوْنَا مَعَهُ فَأَلْبَسَنَا كِسَاءً ثُمّ قالَ: اللّهُمّ اغْفِرْ لِلْعَبّاسِ وَوَلَدِهِ مَغْفِرَةً ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً لاَ تُغَادِرُ ذَنْباً، اللّهُمّ احْفَظْهُ في وَلَدِهِ". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إلاّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. - قوله: (أخبرنا وهب بن جرير) بن حازم الأزدي البصري (عن عمرو بن مرة) الجملي المرادي (عن أبي البختري) اسمه: سعيد بن فيروز. قوله: (وكان عمر كلمه) أي النبي صلى الله عليه وسلم (في صدقته) أي في أخذ صدقة العباس وفي حديث أبي هريرة عند الشيخين: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر على الصدقة فقيل منع ابن جميل وخالد بن الوليد والعباس الحديث. وفيه: "وأما العباس فهي علي ومثلها معها" ثم قال: "يا عمر أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه". - قوله: (أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء) الخفاف أبو نصر العجلي مولاهم البصري نزيل بغداد صدوق ربما أخطأ أنكروا عليه حديثاً في فضل العباس يقال دلسه عن ثور من التاسعة قاله الحافظ (عن ثور بن يزيد) الحمصي قوله: (فأتني أنت وولدك) بفتحتين وبضم وسكون أي أولادك (حتى أدعو لهم) أي للأولاد معك، قال الطيبي وهو كذا في الترمذي وفي جامع الأصول وفي بعض نسخ المصابيح لكم انتهى، والمعنى حتى أدعو لكم جميعاً (وولدك) أي وينفع بها أولادك (فغدا) أي العباس (وغدونا) أي نحن معاشر الأولاد (معه) والمعنى فذهبنا جميعنا إليه صلى الله عليه وسلم (فألبسنا) أي النبي صلى الله عليه وسلم جميعنا أو نحن الأولاد مع العباس (مغفرة ظاهرة وباطنة) أي ما ظهر من الذنوب وما بطن منها (لا تغادر) أي لا تترك تلك المغفرة (ذنباً) أي غير مغفور (اللهم احفظه في ولده) أي أكرمه وراع أمره كيلا يضيع في شأن ولده، زاد رزين: "واجعل الخلافة باقية في عقبه". قال التوربشتي: أشار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك إلى أنهم خاصته وأنهم بمثابة النفس الواحدة التي يشملها كساء واحد، وأنه يسأل الله تعالى أن يبسط عليهم رحمته. بسط الكساء عليهم وأنه يجمعهم في الاَخرة تحت لوائه وفي هذه الدار تحت رايته لإعلاء كلمة الله تعالى ونصرة دعوة رسوله، وهذا معنى رواية رزين: "واجعل الخلافة باقية في عقبة". قوله: (هذا حديث حسن) وأخرجه رزين.
هو شقيقه وكان أسن من علي بعشر سنين واستشهد بمؤته وقد جاوز الأربعين ويقال له ذو الجناحين لأنه قد عوض بجناحين عن قطع يديه في غزوة مؤتة حيث أخذ اللواء بيمينه فقطعت ثم أخذه بشماله فقطعت ثم احتضنه فقتل، روى البخاري في صحيحه أن ابن عمر كان إذا سلم على ابن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين 3921- حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ حُجْرٍ، أخبرنا عَبْدُ اللّهِ بنُ جَعْفَرٍ، عَن العَلاءِ بنِ عبْدِ الرّحمَنِ، عَن أبيهِ، عَن أبي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ جَعْفَراً يَطِيرُ في الْجَنّةِ مَعَ المَلاَئِكَةِ". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أبي هُرَيْرَةَ لا نَعْرِفُهُ إلاّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللّهِ بنِ جَعْفَرٍ، وَقَدْ ضَعّفه يَحْيَـى بنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ وَعبْدِ اللّهَ بنِ جَعْفَرٍ هُوَ وَالِدُ عَلِيّ بنِ المَدِينِيّ. وفي البابِ عَن ابنِ عبّاسٍ. - قوله: (عن أبيه) هو عبد الرحمن بن يعقوب الجهني. قوله: (رأيت جعفراً) أي في المنام (يطير في الجنة مع الملائكة) ولذا سمي بجعفر الطيار وبذي الجناحين. قوله: (هذا حديث غريب الخ) قال الحافظ في الفتح بعد ذكر هذا الحديث أخرجه الترمذي والحاكم وفي إسناده ضعف لكن له شاهد من حديث علي عند ابن سعد، وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مر بي جعفر الليلة في ملأ من الملائكة وهو مخضب الجناحين بالدم". أخرجه الحاكم بإسناد على شرط مسلم، وأخرج أيضاً هو والطبراني عن ابن عباس مرفوعاً: "دخلت البارحة الجنة فرأيت فيها جعفراً يطير مع الملائكة"، وفي طريق أخرى عنه: "أن جعفراً مع جبريل وميكائيل له جناحان عوضه الله من يديه". وإسناد هذه جيد وطريق أبي هريرة في الثانية قوي إسناده على شرط مسلم انتهى ما في الفتح. قوله: (وفي الباب عن ابن عباس) أخرجه الحاكم والطبراني وتقدم لفظه آنفاً.
3922- حَدّثَنَا مُحمّدُ بنُ بَشّارٍ حدثنا عبْدُ الْوَهّابِ الثّقَفِيّ حدثنا خَالِدٌ الْحَذّاءُ عَن عِكْرِمَةَ عَن أبي هُرَيْرَةَ قالَ: "ما احْتَذَى النّعَالَ وَلاَ انْتَعَلَ، وَلاَ رَكِبَ المَطَايَا، وَلاَ رَكِبَ الكُورَ بَعْدَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أَفضْلُ مِنْ جَعْفَرٍ بن أبي طالب". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غَرِيبٌ. والكور: الرحل. 3923- حَدّثَنَا مُحمّدُ بنُ إِسمَاعيلَ حدثنا عُبَيْدُ اللّهِ بن مُوسَى عَن إسْرَائِيلَ عَن أَبي إِسْحَاقَ عَن البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ: "أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قالَ لجعْفَرِ بنِ أَبي طَالِبٍ أشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي". وَفِي الْحَدِيثِ قِصّةٌ. قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ. حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا أُبيّ عن إسرائيل نحوه. 3924- حَدّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأشَجّ حدثنا إسمَاعِيلُ بنُ إبْرَاهِيمَ أبُو يَحْيـى التّيْمِيّ حدثنا إِبْرَاهِيمُ أبُو إِسْحَاقَ المَخْزُومِيّ عَن سَعِيدٍ المَقْبُرِيّ عَن أَبي هُرَيْرة قالَ: "إنْ كُنْتُ لأسْأَلُ الرّجُلَ مِنْ أَصْحَابِ النّبيّ صلى الله عليه وسلم عَن الاَياتِ مِنَ القُرْآنِ أنَا أعْلَمُ بِهَا مِنْهُ مَا أَسْأَلُهُ إلاّ لِيُطْعِمَني شَيْئاً فَكُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ جَعْفَرَ بنَ أَبي طَالِبٍ لَمْ يجِبْنِي حَتّى يَذْهَبَ بِي إلى مَنزِلِهِ فَيَقُولُ لامْرَأَتِهِ: يا أسْمَاءُ أطْعِمِينَا فإِذَا أطْعَمَتْنَا أجَابَنِي، وَكاَن جَعْفَرٌ يُحِبّ المَسَاكِينَ وَيَجْلِسُ إِلَيْهِمْ وَيُحَدّثُهُمْ وَيُحَدّثُونَهُ فَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يُكنِيهِ بأبِي المَسَاكِينِ". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ غَرِيبٌ وأَبُو إسْحَاقَ المَخْزُومِيّ هُوَ إِبْرَاهِيمُ بنُ الفَضْلِ المَدِينِيّ وَقَدْ تَكَلّمَ فِيهِ بَعْضُ أَهْلِ الْحَدِيثِ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ. ولَه غرائبُ. 3925- حَدّثَنَا أَبُو أَحْمَد حَاتِمُ بْنُ سَيّارِ الْمَروَزِيّ. حَدّثَنَا عَبْدُ الرّزّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ عَنْ أَبي سَلَمَة عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنّا نَدْعُو جَعْفَرَ بن أَبي طَالِبٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ أَبَا الْمَسَاكِفينِ فَكُنّا إِذَا أَتَيْنَاهُ قَرّبْنا إِلَيْهِ مَا حَضَرَ فَأَتَينَاهُ يَوْماً فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُ شَيْئاً فَأَخْرَجَ جَرّةً مِنْ عَسَلٍ فَكَسَرَهَا فَجَعَلْنَا نَلْعَقُ مِنْهَا. قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ حديث أبي سَلَمَة عَنْ أبي هريرة. - قوله: (ما احتذى النعال) بكسر النون جمع النعل أي ما انتعل والاحتذاء الانتعال (ولا انتعل) عطف تفسير لأن الاحتذاء هو الانتعال (ولا ركب المطايا) جمع المطية وهي الدابة التي تركب (ولا ركب الكور) بضم الكاف وسكون الواو وهو رحل الناقة بأداته وهو كالسرح وآلته للفرس (أفضل من جعفر) أي أحد أفضل من جعفر، وفيه فضيلة ظاهرة لجعفر رضي الله عنه، وقد ذكر البخاري في مناقبه قول أبي هريرة في فضيلته وكان أخير الناس للمسكين جعفر بن أبي طالب، قال الحافظ قوله أخير بوزن أفضل ومعناه وهذا التقييد يحمل عليه المطلق الذي جاء عن عكرمة عن أبي هريرة قال: ما احتذى النعال ولا ركب المطايا الحديث. قوله: (هذا حديث حسن صحيح غريب) وأخرجه الحاكم. - قوله: (حدثنا محمد بن إسماعيل) هو الإمام البخاري (حدثنا عبيد الله بن موسى) العبسي الكوفي (عن إسرائيل) بن يونس. قوله: (أشبهت خلقي) بفتح الخاء المعجمة وسكون اللام (وخلقي) بضمهما، وفي مرسل ابن سيرين عند ابن سعد "أشبه خلقك خلقي وخلقك خلقي"، أما الخلق فالمراد به الصورة فقد شاركه فيها جماعة ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وأما شبهه في الخلق بالضم فخصوصية إلا أن يقال إن مثل ذلك حصل لفاطمة عليها السلام فإن في حديث عائشة ما يقتضي ذلك ولكن ليس بصريح، كما في قصة جعفر هذه وهي منقبة عظيمة لجعفر، قال الله تعالى {وإنك لعلى خلق عظيم} (وفي الحديث قصة) أخرج البخاري هذا الحديث مع القصة في باب عمرة القضاء وغيره. - قوله: (حدثنا إبراهيم أبو إسحاق المخزومي) المدني وإبراهيم هذا هو إبراهيم بن الفضل ويقال إبراهيم بن إسحاق وهو متروك. قوله: (إن كنت) إن مخففة من المثقلة (أنا أعلم بها) أي بالاَيات والجملة حالية (منه) أي من الرجل الذي أسأله (يا أسماء) هي بنت عميس (فإذا أطعمتنا أجابني) إنما كان يجيبه عن سؤاله مع معرفته بأنه إنما سأله ليطعمه ليجمع بين المصلحتين ولاحتمال أن يكون السؤال وقع حينئذ وقع منه على الحقيقة. قاله الحافظ (وكان جعفر يحب المساكين) أي محبة زائدة على محبة غيره إياهم (فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنيه بأبي المساكين) أي ملازمهم ومداومهم. وفي الحديث دلالة على أن حب الكبراء وأرباب الشرف المساكين وتواضعهم لهم يزيد في فضلهم ويعد ذلك من مناقبهم. قوله: (هذا حديث غريب) وأخرج البخاري نحوه من وجه آخر، وأما رواية الترمذي هذه فهي ضعيفة.
كأنه جمعهما لما وقع لهما من الاشتراك في كثير من المناقب، وكان مولد الحسن في رمضان سنة ثلاث من الهجرة عند الأكثر وقيل بعد ذلك ومات بالمدينة مسموماً سنة خمسين ويقال قبلها ويقال بعدها، وكان مولد الحسين في شعبان سنة أربع في قول الأكثر وقتل يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بكربلاء من أرض العراق وكان أهل الكوفة لما مات معاوية واستخلف يزيد كاتبوا الحسين بأنهم في طاعته فخرج الحسين إليهم فسبقه عبيد الله بن زياد إلى الكوفة فخذل غالب الناس عنه فتأخروا رغبة ورهبة وقتل ابن عمه مسلم بن عقيل وكان الحسين قد قدمه قبله ليبايع له الناس فجهز إليه عسكراً فقاتلوه إلى أن قتل هو وجماعة من أهل بيته والقصة مشهورة 3926- حَدّثَنَا محمُودُ بنُ غَيْلاَنَ حدثنا أَبُو دَاوُدَ الْحفْرِيّ، عَن سُفْيَانَ، عَن يَزِيدَ بنِ أَبي زِيَادٍ، عَن ابنِ أبي نُعْمٍ عَن أَبي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "الحَسنُ وَالْحُسَيْنُ سَيّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنّةِ". 3927- حَدّثَنَا سُفْيَانُ بنُ وَكِيعٍ، حدثنا جَرِيرٌ و محمد بنُ فُضَيْلٍ عَن يَزِيدَ نَحْوَهُ. قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. وابنُ أَبي نُعْمٍ هُوَ عبْدُ الرّحْمَنِ بنُ أبي نُعْمٍ البَجَلِيّ الكُوفِيّ. ويكنّى أبا الحكم. 3928- حَدّثَنَا سُفْيَانُ بنُ وَكِيعٍ و عبْدُ بنُ حُمَيْدٍ قالا: حدثنا خَالِدُ بنُ مَخْلَدٍ حدثنا مُوسَى بنُ يَعْقُوبَ الزّمْعِيّ عَن عبْدِ اللّهِ بنِ أبي بَكْرِ بنِ زَيْدِ بنِ المُهَاجِرِ قالَ أَخْبَرَنِي مُسْلِمُ بنُ أبي سَهْلٍ النّبّال قالَ أخْبَرَنِي الْحَسَنُ بنُ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ قالَ أَخْبَرَنِي أبي أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ قالَ: "طَرَقْتُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ في بَعْض الْحَاجَةِ فَخَرَجَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى شَيْءٍ لا أَدْرِي مَا هُوَ، فَلَمّا فَرَغْتُ مِنْ حَاجَتِي قلت: مَا هَذَا الّذِي أنْتَ مُشتَمِلٌ عَلَيْه فَكَشَفَهُ فإِذَا حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ عليهما السلام عَلَى وَرِكَيْهِ. فقالَ: هَذَانِ ابْنَايَ وابْنَا ابْنَتِي اللّهُمّ إِنّي أُحِبّهُمَا فأَحِبّهُمَا وَأَحِبّ مَنْ يُحِبّهُمَا". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. 3929- حَدّثَنَا عُقْبَةُ بنُ مُكرَمٍ البَصْرِيّ العَمّيّ أخبرنا وَهْبُ بنُ جَرِيرِ بنِ حَازِمٍ حدثنا أبي عَن مُحمّدِ بنِ أبي يَعْقُوبَ عَن عَبْدِ الرّحْمَنِ بنِ أَبي نُعْمٍ: "أنّ رَجُلاً مِن أهْلِ العِرَاقِ سَألَ ابنَ عُمَرَ عَن دَمِ البَعُوضِ يُصِيبُ الثّوْبَ، فقالَ ابنُ عُمَرَ: انْظُرُوا إِلى هَذَا يَسْأَلُ عَن دَمِ البَعُوضِ وَقَدْ قَتَلُوا ابنَ رسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم وسَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ إنّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدّنْيَا". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ صحيحٌ. وَقَدْ رَوَاهُ شُعْبَةُ ومهدي بن ميمون عَن مُحمّدِ بنِ أَبي يَعْقُوبَ. وقَدْ رَوَى عن أبي هُرَيْرَةَ عَن النّبِيّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ وابنُ أبي نُعْمٍ هُوَ عبْدُ الرّحمَنِ بنُ أبي نُعْمٍ البَجَلِيّ. 3930- حَدّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأشَجّ، حدثنا أَبُو خَالِدٍ الأحْمَرُ، حدثنا رَزِينٌ قالَ حَدّثَتْنِي سَلْمَى قالتْ: "دَخَلْتُ عَلَى أُمّ سَلَمَةَ وَهِيَ تَبْكِي فَقُلْتُ مَا يُبْكِيكِ؟ قالَتْ رَأيْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم- تَعْنِي في المَنَامِ- وَعَلَى رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ التّرَابُ فَقُلْتُ مَا لَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قالَ: شَهِدْتُ قَتْلَ الْحُسَيْنِ آنِفاً". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ غَرِيبٌ. 3931- حَدّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأشَجّ أخبرنا عُقْبَةُ بنُ خَالِدٍ حدثني يُوسُفُ بنُ إبْرَاهِيمَ أنّهُ سَمِعَ أَنَسَ بنَ مَالكٍ يقُولُ: "سُئِلَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أَيّ أهْلِ بَيْتِكَ أَحَبّ إلَيْكَ؟ قالَ الْحَسنُ والْحُسَيْنُ، وكَانَ يَقُولُ لِفَاطِمَةَ: ادْعِى لي ابْنَيّ فَيَشُمّهُمَا ويَضُمّهُمَا إلَيْهِ". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ غَرِيبٌ مِنْ هذا الوجه من حَدِيثِ أَنَسٍ. - قوله: (عن ابن يزيد بن أبي زياد) القرشي الهاشمي الكوفي (عن ابن أبي نعم) بضم النون، وسكون المهملة. قوله: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) بفتح الشين المعجمة وبالموحدة الخفيفة جمع شاب وهو من بلغ إلى ثلاثين ولا يجمع فاعل على فعال غيره ويجمع على شيبة وشبان أيضاً. قال المظهر: يعني هما أفضل من مات شاباً في سبيل الله من أصحاب الجنة ولم يرد به سن الشباب لأنهما ماتا وقد كهلا بل ما يفعله الشباب من المروءة. كما يقال فلان فتى وإن كان شيخاً يشير إلى مروءته وفتوته أو أنهما سيدا أهل الجنة سوى الأنبياء والخلفاء الراشدين وذلك لأن أهل الجنة كلهم في سن واحد وهو الشباب وليس فيهم شيخ ولا كهل. قال الطيبي: ويمكن أن يراد هما الاَن سيدا شباب من هم من أهل الجنة من شبان هذا الزمان. قوله: (حدثنا جرير) هو ابن عبد الحميد (وابن فضيل) هو محمد بن فضيل بن غزوان (عن يزيد) بن أبي زياد. قوله: (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه أحمد وهذا الحديث مروي عن عدة من الصحابة من طرق كثيرة ولذا عده الحافظ السيوطي من المتواترات. - قوله: (أخبرنا خالد بن مخلد) القطواني (عن عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر) مجهول من السادسة (أخبرني مسلم بن أبي سهل النبال) بفتح النون والموحدة ويقال محمد بن أبي سهل قال علي ابن المديني مجهول وذكره ابن حبان في الثقات (أخبرني الحسن بن أسامة بن زيد) بن حارثة الكلبي المدني مقبول من الثالثة (أخبرني أبي) بياء المتكلم أي والدي (أسامة بن زيد) بدل من قابله. قوله: (طرقت النبي صلى الله عليه وسلم) في القاموس: الطرق الإتيان بالليل كالطروق انتهى، ففي الكلام تجريد أو تأكيد والمعنى أتيته (في بعض الحاجة) أي لأجل حاجة من الحاجات (وهو مشتمل) أي محتجب (فكشفه) أي أزال ما عليه من الحجاب أو المعنى فكشف الحجاب عنه على أنه من باب الحذف والإيصال (على وركيه) بفتح فكسر، وفي القاموس بالفتح والكسر وككتف ما فوق الفخذ (هذان ابناي) أي حكماً (وابنا ابنتي) أي حقيقة (اللهم إني أحبهما الخ) لعل المقصود من إظهار هذا الدعاء حمل أسامة وغيره على زيادة محبتهما. قوله: (هذا حديث حسن غريب) قال الحافظ في تهذيب التهذيب في ترجمة الحسن بن أسامة بعد نقل كلام الترمذي هذا ما لفظه: وصححه ابن حبان والحاكم. - قوله: (عن محمد بن أبي يعقوب) هو محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب البصري الضبي ويقال إنه تميمي وهو ثقة باتفاق. قوله: (أن رجلاً من أهل العراق) أي الكوفة فإنها والبصرة تسميان عراق العرب (عن دم البعوض يصيب الثوب) وفي رواية البخاري في الأدب: سأله رجل عن المحرم يقتل الذباب. قال الحافظ يحتمل أن يكون السؤال وقع عن الأمرين (فقال ابن عمر انظروا إلى هذا يسأل عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم) أورد ابن عمر هذا متعجباً من حرص أهل العراق على السؤال عن الشيء اليسير وتفريطهم في الشيء الجليل (هما ريحانتاي) بالتثنية شبههما بذلك لأن الولد يشم ويقبل، وفي حديث أنس الاَتي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو الحسن والحسين فيشمهما ويضمهما إليه، وفي حديث أبي أيوب عند الطبراني في الأوسط: وقال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين يلعبان بين يديه فقلت تحبهما يا رسول الله قال: "وكيف لا وهما ريحانتاي من الدنيا أشمهما". قال الكرماني وغيره: الريحان الرزق أو المشموم. قال العيني لا وجه هنا أن يكون بمعنى الرزق على ما لا يخفى قلت الأمر كما قال العيني. قوله: (هذا حديث صحيح) وأخرجه البخاري. - قوله: (حدثنا أبو خالد الأحمر) اسمه سليمان بن حيان (حدثنا رزين) بفتح الراء وكسر الزاي ابن حبيب الجهني أو البكري الكوفي الرماني بضم الراء التمار بياع الأنماط ويقال رزين الجهني الرماني غير رزين بياع الأنماط والجهني هو الذي أخرج له الترمذي ووثقه أحمد وابن معين والاَخر مجهول وكلاهما من السابعة (حدثتني سلمى) البكرية لا تعرف من الثالثة روت عن عائشة وأم سلمة وعنها رزين الجهني ويقال البكري قاله الحافظ، وقد وهم القاري وهماً شنيعاً فقال سلمى هذه هي زوجة أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم قابلة إبراهيم بن نبي الله صلى الله عليه وسلم. قوله: (ما يبكيك) بضم التحتية وكسر كافيه (تعني في المنام) هذا من كلام سلمى أو ممن دونها أي تريد أم سلمة بالرؤية في المنام (وعلى رأسه ولحيته التراب) أي أثره من الغبار (مالك) أي من الحال (شهدت) أي حضرت (آنفاً) بمد الهمزة ويجوز قصرها أي هذه الساعة القريبة. قوله: (هذا حديث غريب) هذا الحديث ضعيف لجهالة سلمى. - قوله: (أخبرنا عقبة بن خالد) السكوني (حدثني يوسف بن إبراهيم التميمي أبو شيبة) الجوهري الواسطي ضعيف من الخامسة. قوله: (فيشمهما) من باب سمع ونصر أي فيحضران فيشمهما (ويضمهما إليه) أي بالاعتناق والاحتضان. قوله: (هذا حديث غريب) في سنده يوسف بن إبراهيم وهو ضعيف كما عرفت لكن له شواهد.
3932- حَدّثَنَا مُحمّدُ بنُ بَشّارٍ، حدثنا مُحمّدُ بنُ عَبْدِ اللّهِ الأنْصَارِيّ، حدثنا الأَشْعَثُ هُوَ ابنُ عبْدِ المَلَكِ عَن الْحَسَنِ عَن أَبي بَكْرَةَ قالَ: "صَعِدَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم الْمنبَرَ فقالَ: إنّ ابْنِي هَذَا سَيّدٌ يُصْلِحُ اللّهُ عَلَى يَدَيْهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عظيمتين". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ. يَعْنِي الحَسَنَ بنَ عَلِيّ. - قوله: (حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري) هو محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري (عن الحسن) البصري (صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر) في رواية البخاري بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب جاء الحسن، وفي رواية علي بن زيد عن الحسن في دلائل البيهقي: يخطب أصحابه يوماً إذ جاء الحسن بن علي فصعد إليه المنبر (إن أبنى هذا سيد) فيه أن السيادة لا تختص بالأفضل بل هو الرئيس على القوم والجمع سادة وهو مشتق من السؤدد وقيل من السواد لكونه يرأس على السواد العظيم من الناس أي الأشخاص الكثيرة (يصلح الله على يديه) وفي رواية البخاري وغيره: "لعل الله أن يصلح به" (بين فئتين) تثنية فئة وهي الفرقة مأخوذة من فأوت رأسه بالسيف وفأيت إذا شققته وجمع فئة فئات فئون، زاد البخاري في رواية: "عظيمتين". قال العيني: وصفهما بالعظيمتين لأن المسلمين كانوا يومئذ فرقتين فرقة مع الحسن رضي الله عنه وفرقة مع معاوية وهذه معجزة عظيمة من النبي صلى الله عليه وسلم حيث أخبر بهذا فوقع مثل ما أخبر، وأصل القضية أن علي بن أبي طالب لما ضربه عبد الرحمن بن ملجم المرادي يوم الجمعة لثلاث عشرة بقيت من رمضان من سنة أربعين من الهجرة مكث يوم الجمعة وليلة السبت وتوفي ليلة الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من رمضان سنة أربعين من الهجرة وبويع لابنه الحسن بالخلافة في شهر رمضان من هذه السنة وأقام الحسن أياماً مفكراً في أمره ثم رأى اختلاف الناس فرقة من جهته وفرقة من جهة معاوية ولا يستقيم الأمر ورأى النظر في إصلاح المسلمين وحقن دمائهم أولى من النظر في حقه. سلم الخلافة لمعاوية في الخامس من ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين وقيل من ربيع الاَخر وقيل في غرة جمادى الأولى وكانت خلافته ستة أشهر إلا أياماً. وسمي هذا العام عام الجماعة وهذا الذي أخبره النبي صلى الله عليه وسلم "لعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين" انتهى. قوله: (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه البخاري وأبو داود والنسائي قال أي أبو عيسى الترمذي (يعني الحسن بن علي) أي يريد صلى الله عليه وسلم بقوله "ابني هذا" الحسن بن علي بن أبي طالب.
3933- حَدّثَنَا الْحُسَيْنُ بنُ حُرَيْثٍ حدثنا عَلِيّ بنُ الْحُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ حدثني أَبِي حدثني عَبْدُ اللّهِ بنِ بُرَيْدَةَ قالَ: سَمِعْتُ أَبي بُرَيْدَةَ يَقُولُ: "كانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُنَا إِذْ جَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا السلام قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ المِنْبَرِ فَحَمَلَهُمَا وَوَضَعَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمّ قالَ: صَدَقَ اللّهُ {إِنّمَا أمْوَالُكُمْ وأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ} نَظَرْتُ إلى هَذَيْنِ الصّبِيّيْنِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ فَلَمْ أَصْبِرْ حَتّى قَطَعْتُ حَدِيثِي وَرَفَعْتُهمَا". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ إِنّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ الْحُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ. 3934- حَدّثَنَا الْحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ أخبرنا إِسْمَاعيلُ بنُ عَيّاشٍ عَن عبْدِ اللّهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خَثْيَمٍ عَن سَعِيدِ بنِ رَاشِدٍ عَن يَعْلَى بنِ مُرّةَ قالَ قالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "حُسَيْنٌ مِنّي وَأنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبّ اللّهُ مَنْ أَحَبّ حُسَيْناً، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الأسْبَاطِ". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ وإنما نعرفه من حديث عبد الله بن عثمان بن خُثيم. وقد رواه غير واحد عن عبد الله بن عثمان بن خثيم. 3935- حَدّثَنَا مُحمّدُ بنُ يَحْيـى أخبرنا عَبْدُ الرّزّاقِ عَن مَعْمَرٍ عَن الزُهْرِيّ عَن أنَسِ بنِ مَالِكٍ قالَ: "لَمْ يَكُنْ أَحدٌ مِنْهُمْ أشْبَهَ بِرَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْحَسَنِ بنِ عَلِيّ". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ. 3936- حَدّثَنَا مُحمّدُ بنُ بَشّارٍ حدثنا يَحْيـى بنُ سَعِيدٍ حدثنا إِسماعِيلُ بنُ أَبي خالِدٍ عَن أَبي جُحَيْفَةَ قالَ: "رَأيْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فكانَ الْحَسَنُ بنُ عَلِيّ يُشْبِهُهُ". هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ. قال وفي البابِ عَن أبي بَكْرٍ الصّدّيقِ وابنِ عبّاسٍ وابنِ الزّبَيْرِ. 3937- حَدّثَنَا خَلاّدُ بنُ أسْلَمَ أبو بكر البَغْدَادِيّ أَخبرنا النّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ أخبرنا هِشَامُ بنُ حَسّانَ عَن حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ قالَتْ حدثني أنَسُ بنُ مالِكٍ قالَ: "كُنْتُ عِنْدَ ابنِ زِيَادٍ فَجِيءَ بِرأْسِ الْحُسَيْنِ فَجَعْلَ يَقُولُ بِقَضِيبٍ له في أَنْفِهِ ويَقُولُ ما رَأيْتُ مِثْلَ هَذَا حُسْناً لِمَ يُذْكَرُ، قال قُلْتُ أمَا إنّهُ كانَ مِنْ أشْبَهِهِمْ بِرَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غَرِيبٌ. 3938- حَدّثَنَا عبْدُ اللّهِ بنِ عبْدِ الرّحْمَنِ أَخبرنا عبْدُ اللّهِ بنِ مُوسَى عَن إسْرَائِيلَ عَن أَبي إسْحَاقَ عَن هَانِيءٍ بنِ هَانيءٍ عَن عَلِيّ قال: "الْحَسَنُ أَشْبَهُ بِرَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم ما بَيْنَ الصّدْرِ إِلى الرّأْسِ، وَالْحُسَيْنُ أشْبَهُ بِرَسُول اللّهِ صلى الله عليه وسلم مَا كَانَ أسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيح غَرِيبٌ. 3939- حَدّثَنَا وَاصِلُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حدثنا أَبو مُعَاوِيَةَ، عَن الأَعْمَشِ، عَن عمَارَةَ بنِ عُمَيْرٍ قالَ: "لَمّا جِيءَ بِرَأْسِ عُبَيْدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ وَأَصْحَابِهِ نُضِدَتْ في المَسْجِدِ في الرّحَبَةِ فانْتَهَيْتُ إلَيْهِمْ وَهُمْ يَقُولُونَ قَدْ جَاءَتْ قَدْ جَاءَتْ فإذَا حَيّةٌ قَدْ جَاءَتْ تخَلّلُ الرّؤُوسَ حَتّى دَخَلَتْ في مِنْخَرَيْ عُبَيْدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ فَمَكَثَتْ هُنَيْهَةً ثُمّ خَرَجَتْ فَذَهَبَتْ حَتّى تَغَيّبتْ ثُمّ قالُوا قَدْ جَاءَتْ قَدْ جاءَتْ فَفَعَلَتْ ذَلِكَ مَرّتَيْنِ أوْ ثَلاَثاً". هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ. - قوله: (سمعت أبي) أي سمعت والدي (بريدة) بدل من ما قبله (ويعثران) في القاموس: عثر كضرب ونصر وعلم وكرم أي كبا انتهى والمعنى أنهما يسقطان على الأرض لصغرهما وقلة قوتهما (صدق الله) أي في قوله: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) أي اختبار وابتلاء من الله تعالى لخلقه ليعلم من يطيعه ممن يعصيه (فلم أصبر) أي عنهما لتأثير الرحمة والرقة في قلبي (حتى قطعت حديثي) أي كلامي في الخطبة. قوله: (هذا حديث حسن غريب) وأخرجه أبو داود والنسائي. - قوله: (عن سعيد بن راشد) وعند ابن ماجه عن سعيد بن أبي راشد، قال الحافظ في تهذيب التهذيب: سعيد بن أبي راشد ويقال ابن راشد روى عن يعلى بن مرة الثقفي وغيره وعنه عبد الله بن عثمان بن خثيم ذكره ابن حبان في الثقات. قوله: (حسين مني وأنا من حسين) قال القاضي: كأنه صلى الله عليه وسلم بنور الوحي ما سيحدث بينه وبين القوم فخصه بالذكر وبين أنهما كالشيء الواحد في وجوب المحبة وحرمة التعرض والمحاربة، وأكد ذلك بقوله (أحب الله من أحب حسينا) فإن محبته محبة الرسول ومحبة الرسول محبة الله (حسين سبط) بالكسر (من الأسباط) قال في النهاية أي أمة من الأمم في الخير والأسباط في أولاد إسحاق بن إبراهيم الخليل بمنزلة القبائل في ولد إسماعيل وأحدهم سبط فهو واقع على الأمة والأمة واقعة عليه انتهى. وقال القاضي السبط ولد الولد أي هو من أولاد أولادي أكد به البعضية وقررها ويقال للقبيلة قال تعالى {وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً} أي قبائل ويحتمل أن يكون المراد ههنا على معنى أنه يتشعب منه قبيلة ويكون من نسله خلق كثير فيكون إشارة إلى أن نسله يكون أكثر وأبقى وكان الأمر كذلك. قوله: (هذا حديث حسن) وأخرجه البخاري في الأدب المفرد وابن ماجه والحاكم. - قوله: (حدثنا محمد بن يحيى) هو الإمام الذهلي قوله: (لم يكن أحد منهم) أي من أهل البيت (أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي) هذا يعارض رواية ابن سيرين عند البخاري عن أنس قال: أتى عبيد الله بن زياد برأس الحسين الحديث. وفيه فقال أنس كان (أي الحسين) أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الحافظ ويمكن الجمع بأن يكون أنس قال ما وقع في رواية الزهري يعني رواية الباب في حياة الحسن لأنه يومئذ كان أشد شبهاً بالنبي صلى الله عليه وسلم من أخيه الحسين، وأما ما وقع في رواية ابن سيرين فكان بعد ذلك كما هو ظاهر من سياقه أو المراد بمن فضل الحسين عليه في الشبه من عدا الحسن ويحتمل أن يكون كل منهما كان أشد شبهاً به في بعض أعضائه فقد روى الترمذي وابن حبان من طريق هانئ بن هانئ عن علي قال: الحسن كشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الرأس إلى الصدر والحسين أشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان أسفل من ذلك، ووقع في رواية عبد الأعلى عن معمر عند الإسماعيلي في رواية الزهري هذه: وكان أشبههم وجهاً بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يؤيد حديث علي هذا انتهى. قوله: (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه البخاري. - قوله: (أخبرنا يحيى بن سعيد) هو القطان (أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد) الأحمسي البجلي. قوله: (يشبهه) بضم التحتية وسكون المعجمة وكسر الموحدة أي يشابهه من الإشباه ويماثله، قال في القاموس شابهه وأشبهه ماثله. قوله: (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه أحمد والبخاري ومسلم. قوله: (وفي الباب عن أبي بكر الصديق وابن عباس وابن الزبير) أما حديث أبي بكر الصديق فأخرجه البخاري في صفة النبي صلى الله عليه وسلم وفي مناقب الحسن، وأما حديث ابن عباس فلينظر من أخرجه، وأما حديث ابن الزبير فأخرجه البزار وفيه علي بن عابس وهو ضعيف. - قوله: (عن حفصة بنت سيرين) أم الهذيل الأنصارية البصرية. قوله: (كنت عند ابن زياد) هو عبيد الله بن زياد بن أبي سفيان وكان أمير الكوفة عن يزيد بن معاوية وقتل الحسين في إمارته (فجعل يقول) أي فجعل (عبيد الله بن زياد يشير بقضيب) أي بغصن (ويقول ما رأيت مثل هذا حسناً) قال الشيخ الأجل الشاه ولي الله الدهلوي. وفي رواية البخاري فجعل ينكت وقال في حسنه شيئاً، وإذا حملت لفظ الترمذي على معنى تلك الرواية فالوجه أن يقال ما رأيت مثل هذا حسناً يعني ما رأيت حسناً مثل حسن هذا. يتهكم به وقوله: (لم يذكر) معناه: لماذا يذكر في الناس بالحسن وليس له حسن انتهى. (قال) أي أنس بن مالك (أما) بالتخفيف للتنبيه (إنه) أي الحسين (من أشبههم) أي من أشبه أهل البيت. قوله: (هذا حديث حسن صحيح غريب) وأخرجه البخاري. - قوله: (عن هانئ بن هانئ) الهمداني بسكون الميم الكوفي مستور من الثالثة كذا في التقريب، وقال الذهبي في الميزان في ترجمته قال ابن المديني مجهول وقال النسائي ليس به بأس وذكره ابن حبان في الثقات. قوله: (أشبه) فعل ماض أي شابه في الصورة (ما بين الصدر إلى الرأس) قال الطيبي بدل من الفاعل المضمر في أشبه من المفعول بدل البعض وكذا قوله الاَتي (ما كان أسفل من ذلك) أي كالساق والقدم فكأن الأكبر أخذ الشبه الأقدم لكونه أسبق والباقي للأصغر. قوله: (هذا حديث حسن غريب) وأخرجه ابن حبان. - قوله: (حدثنا أبو معاوية) اسمه محمد بن خازم (وعن عمارة بن عمير) التيمي قوله: (نضدت) بصيغة المجهول أي جعلت بعضها فوق بعض مرتبة (في الرحبة) بفتح الراء محلة بالكوفة (تخلل الرؤوس) بحذف إحدى التائين أي تدخل بيتها (في منخري عبيد الله بن زياد) أي في ثقبي أنفه قال في القاموس المنخر بفتح الميم والخاء وبكسرهما وضمهما وكمجلس ثقب الأنف (فمكثت) أي لبثت الحية (هنيهة) بضم هاء وفتح نون وسكون تحتية وفتح هاء أخرى أي زماناً يسيراً، وإنما أورد الترمذي هذا الحديث في مناقب الحسنين لأن فيه ذكر المجازاة لما فعله عبيد الله بن زياد برأس الحسين رضي الله عنه. قال العيني: إن الله تعالى جازى هذا الفاسق الظالم عبيد الله بن زياد بأن جعل قتله على يدي إبراهيم بن الأشتر يوم السبت لثمان بقين من ذي الحجة سنة ست وستين على أرض يقال لها الجازر بينها وبين الموصل خمسة فراسخ وكان المختار بن أبي عبيدة الثقفي أرسله لقتال ابن زياد ولما قتل ابن زياد جيء برأسه وبرؤوس أصحابه وطرحت بين يدي المختار وجاءت حية دقيقة تخللت الرؤوس حتى دخلت في فم ابن مرجانة وهو ابن زياد وخرجت من منخره ودخلت في منخره وخرجت من فيه وجعلت تدخل وتخرج من رأسه بين الرؤوس ثم إن المختار بعث برأس ابن زياد ورؤوس الذين قتلوا معه إلى مكة إلى محمد بن الحنفية وقيل إلى عبد الله بن الزبير فنصبها بمكة وأحرق ابن الأشتر جثة ابن زياد وجثث الباقين.
3940- حَدّثَنَا عبْدُ اللّهِ بنِ عَبْدِ الرّحْمَنِ وَ إسْحَاقُ بنُ مَنصورٍ قالاَ أخبرنا مُحمّدُ بنُ يُوسُفَ عَن إِسْرَائِيلَ عَن مَيْسَرَةَ بنِ حَبِيبٍ عَن المِنْهَالِ بنِ عَمْروٍ عَن زِرّ بنِ حُبَيْشٍ عَن حُذَيْفَةَ قالَ: "سَأَلَتْنِي أُمّي مَتَى عَهْدُكَ؟ تَعْنِي بالنبيّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ مَالِي بِهِ عَهْدٌ مُنْذ كَذَا وَكَذَا، فَنَالَتْ مِنّي فَقُلْتُ لَهَا دَعِينِي آتِي النبِيّ صلى الله عليه وسلم فَأُصَلّي مَعَهُ المَغْرِبَ وَأَسْأَلُهُ أنْ يَسْتَغْفِرَ لِي وَلَكِ فأتَيْتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم فَصَلّيْتُ مَعَهُ المَغْرِبَ فَصَلّى حَتّى صَلّى العِشَاءَ ثُمّ انْفَتَلَ فَتَبِعْتُهُ فَسَمَعَ صَوْتِي فقالَ: مَنْ هَذَا حُذَيْفَةُ؟ قُلْتُ نَعَمْ. قالَ: مَا حَاجَتُكَ غَفَرَ اللّهُ لَكَ وَلاِمّكَ؟ قالَ: إنّ هَذَا مَلَكٌ لَمْ يَنْزِلْ الأَرْضَ قَطّ قَبْلَ هَذِهِ اللّيْلَةِ، اسْتأْذَنَ رَبّهُ أنْ يُسَلّمَ عَليّ وَيُبَشّرَنِي بِأَنّ فاطِمَةَ سَيّدَةُ نِساءِ أَهْلِ الْجَنّةِ، وَأَنّ الْحَسَنَ والْحُسَيْنَ سَيّدَا شَبَابِ أهْلِ الْجَنّةِ".. قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ لا نعْرِفهُ إلاّ مِنْ حَدِيثِ إِسْرَائِيلَ. 3941- حَدّثَنَا محمودُ بنُ غَيْلاَنَ، حدثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَن فُضَيْلِ بنِ مَرْزُوقٍ، عَن عدِيّ بنِ ثَابِتٍ عَن البَرَاءِ: "أنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أبْصَرَ حَسَنَاً وَحُسَيْناً فقالَ اللّهُمّ إنّي أُحِبّهُمَا فأَحِبّهُمَا". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ. 3942- حَدّثَنَا مُحمّدُ بنُ بَشّارٍ، حدثنا مُحمّدُ بنُ جَعْفَرٍ، حدثنا شُعْبَةُ عَن عَدِيّ بنِ ثَابِتٍ قالَ سَمِعْتُ البَرَاءَ بنَ عَازِبٍ يقول: "رَأَيْتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم وَاضِعاً الْحَسنِ بنِ عَلِيّ عَلَى عَاتِقِهِ وَهُوَ يَقُولُ: اللّهُمّ إنّي أُحِبّهُ فأَحِبّهُ". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ. وهو أصح من حديث الفضيل بن مرزوق. 3943- حَدّثَنَا مُحمّدُ بنُ بَشّارٍ، حدثنا أَبُو عَامِرٍ العَقَدِيّ، حدثنا زَمْعَةُ بنُ صالحٍ، عَن سَلَمَةَ بنِ وَهْرَام، عَن عِكْرَمَةَ، عَن ابنِ عَبّاسٍ قالَ: "كانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم حَامِلَ الْحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَلَى عَاتِقِهِ فقالَ رَجُلٌ نِعْمَ المَرْكَبُ رَكِبْتَ يَا غُلاَمُ. فقالَ النبيّ صلى الله عليه وسلم ونِعْمَ الرّاكِبُ هُوَ". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ غَرِيبٌ لا نعْرِفهُ إلاّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَزَمْعَةُ بنُ صَالحٍ قَدْ ضَعّفَهُ بَعْضُ أهْلِ الحديث مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ. - قوله: (حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن) هو الدارمي (وإسحاق بن منصور) هو الكوسج (أخبرنا محمد بن يوسف) الضبي الفريابي (عن ميسرة بن حبيب) النهدي أبي حازم الكوفي صدوق من السابعة. قوله: (متى عهدك بالنبي صلى الله عليه وسلم) يقال متى عهدك بفلان؟ أي متى رؤيتك إياه (ما لي) أي ليس لي (فنالت مني) أي ذكرتني بسوء، زاد أحمد: وسبتني (فصلى) أي النبي صلى الله عليه وسلم النوافل (ثم انفتل) أي انصرف (فتبعته) بكسر الموحدة أي مشيت خلفه، زاد أحمد فعرض له عارض فناجاه ثم ذهب فأتبعته (فسمع صوتي) أي صوت حركة رجلي (حذيفة) خبر مبتدأ محذوف أي أهذا أو هو أو أنت حذيفة (ما حاجتك غفر الله لك ولأمك) وفي رواية أحمد ما لك فحدثته بالأمر فقال غفر الله لك ولأمك (قال إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة) وفي رواية أحمد: ثم قال أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل؟ قال قلت بلى. قال فهو ملك من الملائكة لم يهبط الأرض الخ. قوله: (هذا حديث حسن غريب) وأخرجه أحمد. - قوله: (حدثنا أبو أسامة) اسمه حماد بن أسامة (أبصر) أي رأى (اللهم إني أحبهما فأحبهما) الأول بصيغة المتكلم والثاني بصيغة الأمر من الإحباب. - قوله: (على عاتقه) بكسر التاء وهو ما بين المنكب والعنق (نعم المركب) أي هو (ركبت) أي ركبته. - قوله: (وهو يقول) جملة حالية (اللهم إني أحبه فأحبه) فيه حث على حبه وبيان لفضيلته رضي الله عنه. قوله: (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
|